تخطي للذهاب إلى المحتوى

نضوجك ليس صُراخًا، بل هدوء

في بداياتنا، نُحب إثبات أنفسنا بصوت عالٍ:

نُجادل كثيرًا، نبرّر أكثر، نردّ بسرعة، ونحاول أن نُقنع الكل أننا "نعرف، ونفهم، ونستحق".

لكن مع الوقت… ومع التجارب التي تصقل القلب قبل العقل،

تدرك شيئًا مهمًا:

النضوج ليس ضجيجًا… بل هدوء.

🌿 النضوج الحقيقي هو:

  • أن تتراجع بصمت حين تدرك أن النقاش لا يُجدي
  • أن لا تردّ على كل شيء
  • أن تفهم نفسك بعمق، فلا تحتاج لشرحها باستمرار
  • أن تترك من لا يريدك دون عناد أو تكرار
  • أن تختار الهدوء على الانتصار

🔍 لماذا نعتقد أن "الصوت العالي" نضج؟

لأننا ربطنا القوة بالتحدّي، والنجاح بالإثبات، والمكانة بالهيمنة…

لكن الحقيقة؟

الأقوى ليس من يُقنع الجميع، بل من لا يحتاج لذلك أصلاً.

والأنضج ليس من يردّ على كل شيء، بل من يعرف متى لا يقول شيئًا.

💫 علامات النضوج النفسي:

  1. تفهم الفرق بين "الردّ" و"الحاجة للرد"
    أحيانًا، الصمت أبلغ من أي جملة.
  2. تسمح للناس أن يظنوا ما يشاؤون… دون أن تتأثر
    لأنك تدرك أنك لست مسؤولًا عن "فهمهم لك".
  3. لا تحاول إصلاح كل شيء
    بل تعترف أن بعض الأمور ليست في يدك… وتقبل ذلك.
  4. تسير في طريقك ولو وحدك
    لأنك توقفت عن السعي للموافقة الدائمة.
  5. تختار "سلامك الداخلي" على أي شيء آخر
    حتى على بعض العلاقات، وبعض الفرص، وبعض الانتصارات السطحية.

🧘‍♂️ كيف تصل إلى هذا الهدوء؟

  • درّب نفسك على التأمل بدل التفاعل الفوري
  • اسأل قبل الرد: هل هذا يستحق طاقتي؟
  • استبدل السؤال: "كيف أقنعهم؟" بـ "هل أنا مرتاح مع نفسي؟"
  • راقب نفسك حين تصمت رغم قدرتك على الرد… هذا تمرين قوة

💬 في الختام:

النضوج لا يأتي فجأة…

بل يتسلل إليك مع كل خيبة، وكل خذلان، وكل لحظة تجاوز.

ستدرك أنك لم تعد كما كنت،

لا لأنك صرت أضعف… بل لأنك أصبحت أعمق.

نضوجك ليس صراخًا… بل راحة، وهدوء، وخفة.

وهذا أعظم ما يمكنك أن تصل إليه.

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
أنت الآن، لست أنت سابقًا… وهذا شيء جيد!