تخطي للذهاب إلى المحتوى

الأهل والصحة النفسية: هل من الممكن أن تكون عائلتك مصدر ألمك؟

ننشأ على فكرة أن الأهل هم الأمان، وأن العائلة لا تؤذي.

لكن ماذا لو كانت الجراح النفسية الأولى… بدأت من هنا؟

من البيت، من الكلمة التي لم تُنس، من الغياب العاطفي، من المقارنة، من التحقير، أو حتى من التسلّط باسم "الحب".

لا أحد يُحبك كما يحبك أهلك،

لكن هذا لا يعني أن كل ما فعلوه… كان صحيًا.

🧠 حين يكون البيت هو الجُرح الأول

ليس من السهل أن تعترف أن جزءًا من ألمك بدأ في الطفولة،

أن احتياجك للحب، للاحتواء، للفهم… لم يُشبَع.

أنك تعلّمت أن تُرضي، لا أن تُعبّر.

أنك كبرت وأنت تخاف من الرفض، لأنك جُعلت تشعر بأنك "غير كافٍ".

وهذه بعض الأشكال الخفية للأذى النفسي من الأهل:

  • التقليل المستمر من مشاعرك: "عيب تبكي"، "كبرت على هالكلام"
  • المقارنة مع الآخرين وكأنك دائمًا أقل
  • عدم الاعتذار منك أبدًا، مهما كانت الإساءة واضحة
  • تحميلك مسؤولية إسعادهم أو إرضائهم دائمًا
  • منعك من التعبير أو المعارضة بدافع "احترامهم"

🧩 لماذا نُقاوم هذا الاعتراف؟

لأن الشعور بالذنب تجاه الأهل متجذّر.

لأننا نخاف أن نبدو "ناكرين للجميل".

لأن المجتمع يجعل من الأهل رموزًا مقدسة، لا يُنتقَدون.

لكن الاعتراف لا يعني الكره،

ولا يعني التخلي،

بل يعني أن تجرؤ على رؤية الحقيقة… وتبدأ رحلة فهم نفسك.

🛠️ هل يمكن ترميم العلاقة مع الأهل؟

نعم، لكن أحيانًا ليس بالشكل الذي نرجوه تمامًا.

وإليك ما قد يساعد:

  1. ضع حدودًا صحية، حتى لو لم تُفهَم في البداية
    "لا أقبل أن يُقلل أحد من قراراتي"،
    "أحتاج مساحة من دون تدخل"،
    "هذا الموضوع لا أرتاح بالحديث فيه".
  2. اعرف أن دورك ليس إصلاح الجميع
    ليس مطلوبًا منك أن "تعالج" أسلوب والديك، أو تُثقفهم عاطفيًا.
  3. مارس القبول إن لم يتغيروا
    أحيانًا، الحل ليس في "تغييرهم"، بل في تعديل توقّعاتك وحدودك.
  4. ابنِ دوائر دعم خارج العائلة
    أصدقاء، معالج نفسي، شريك… أي علاقة تشعرك بالأمان النفسي.

❤️‍🩹 وهل يمكن أن تحبهم… وتبتعد عنهم في نفس الوقت؟

نعم.

الحب لا يعني أن تبقى في علاقة تستنزفك.

يمكنك أن تحب… وتبتعد.

أن تحترم… وتضع حدًا.

أن تشتاق… وتبقى ثابتًا في قرار المسافة.

💬 في الختام:

ليس من العيب أن تقول: "تأذيت في بيتي"،

لكن من القسوة أن تُجبر نفسك على الصمت لأنهم "أهلك".

البيت الحقيقي هو الشعور الذي تعيشه داخله.

فإذا لم يكن بيتك الأول آمنًا،

فابدأ ببناء بيتك النفسي بنفسك،

واختر أن تكون "أنت" العائلة الآمنة التي طالما احتجتها.

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
هل تعتذر؟ هل تُسامح؟