تخطي للذهاب إلى المحتوى

حين تخدعك مشاعرك: لماذا لا تثق بكل ما "تشعر" به؟

"أشعر أنني غير محبوب"

"أحس أنني فاشل"

"عندي إحساس أنهم يكرهوني"

كم مرة صدّقت شعورًا مثل هذا، وبنيت عليه قرارات مهمة في حياتك؟ المشكلة أننا نعيش في عالم يقدّس المشاعر لدرجة أننا أحيانًا نخلط بين ما نشعر به وما هو حقيقي.

لكن، هل كل ما نشعر به صادق؟ هل المشاعر دائمًا مرآة للواقع؟ الحقيقة مؤلمة أحيانًا: المشاعر ليست دائمًا الحقيقة.

المشاعر: بوصلة أم خدعة؟

المشاعر في أصلها أداة بقاء، جزء من تكويننا النفسي والبيولوجي. لكنها ليست مصمّمة لتكون دائمًا دقيقة. أحيانًا تشوشها:

  • تجارب الطفولة
  • الصدمات الماضية
  • القلق والاكتئاب
  • أفكار مغلوطة عن الذات

عندما يقول لك عقلك "أنت لا تستحق"، لا يعني ذلك أنه محق. بل قد يعني أنك مرهق، أو تحمل جرحًا قديماً لم يُشفى بعد.

مثال بسيط: هل يكرهونك حقًا؟

شخص كتب لك رسالة مقتضبة، أو لم يرد على مكالمتك. فورًا يبدأ عقلك في سيناريوهات: "تجاهلني"، "أكيد ما عاد يحبني"، "أزعجته دون قصد".

لكن... ماذا لو كان مشغولًا؟ أو منهكًا؟ أو ببساطة لم ينتبه؟

أنت شعرت بالرفض، نعم. لكن شعورك ليس حكمًا نهائيًا.

قاعدة ذهبية: افصل بين الشعور والتفسير

ليس كل شعور يحتاج أن يُصدّق. بل يحتاج أن يُفهم.

قل لنفسك:

"أشعر أنني فاشل... لكن هل هذا الشعور نابع من تجربة حقيقية، أم من مقارنة مجحفة؟"

"أحس أنهم لا يحبونني... هل لديّ دليل؟ أم أنني أفسر صمتهم بناء على خوفي من الرفض؟"

المسافة بين الشعور والحقيقة... فيها نجاتك النفسية.

كيف تتعامل مع مشاعرك بشكل صحي؟

  1. سجّل مشاعرك على الورق: أحيانًا رؤيتها مكتوبة تساعدك على التمييز بين الواقع والمبالغة.
  2. اسأل: ما السبب الحقيقي وراء هذا الإحساس؟
  3. استشر مختصًا: بعض المشاعر قد تكون أعراضًا لحالة نفسية تحتاج دعمًا.
  4. مارس التأمل أو اليقظة الذهنية (Mindfulness): يساعدك على ملاحظة مشاعرك دون أن تنجرف معها.

كلمة أخيرة

أن تشعر، هذا طبيعي. أن تنجرف وراء كل شعور، هذا مرهق.

المشاعر إشارات، لا أحكام.

فكّر قبل أن تصدّق، وتحاور مع ذاتك قبل أن تحكم على نفسك أو على الآخرين.

أحيانًا، أكثر شخص يحتاج منك أن تكون رحيمًا... هو أنت.

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
حين تُرهقك قوتك: الوجه الآخر للشخص القوي نفسيًا