كيف نُمارس الاعتذار والمسامحة دون أن نخسر أنفسنا؟
في العلاقات العميقة، لا مفر من الخطأ…
نُخطئ، ويُخطئون.
نُؤذي، ونُؤذى.
لكن ما يُنقذ العلاقة ليس المثالية، بل الصدق والنية في الترميم.
الاعتذار ليس إذلالًا.
والمسامحة ليست ضعفًا.
إنما كلاهما فنّ نفسي وروحي، لا يجيده إلا الأقوياء.
🫂 أولًا: متى يكون الاعتذار صحيًا؟
عندما تشعر أن كلماتك أو أفعالك جرحت من أمامك،
حتى لو لم تقصد، وحتى لو لم "تُخطئ" بنظرك.
الاعتذار لا يعني أنك سيء، بل أنك واعي أن الآخر تأذى.
لكن! الاعتذار الصحي لا يشبه:
- "أنا آسف إن شعرت أنك انزعجت"
- أو "أنا آسف، بس أنت السبب!"
- أو اعتذارات تحت الضغط فقط لإغلاق الموضوع
الاعتذار الناضج يقول:
"أنا آسف، أدرك الآن كيف تأذيت، وأتفهم شعورك، وسأسعى ألا أكرر ذلك".
🙅♀️ ومتى لا تعتذر؟
- إذا طُلب منك أن تعتذر فقط لراحة الآخر بينما يتم تجاهل مشاعرك بالكامل
- إذا كان الاعتذار يستخدم كسلاح للسيطرة عليك
- إذا كنت تُعتذر دومًا لتجنب الخلاف، حتى على حساب كرامتك أو الحقيقة
أنت لست مُطالَبًا أن تُقلل من نفسك لتُرضي أحدًا.
🕊️ وماذا عن المسامحة؟
المسامحة لا تعني نسيان ما حصل،
ولا تعني العودة كما كانت العلاقة.
المسامحة هي أن تُخفف حمل الغضب والألم،
لا لأن الآخر يستحق، بل لأنك أنت تستحق التحرر.
🤍 كيف تسامح دون أن تُنكر ألمك؟
-
اعترف بما حدث بصدق
لا تُجمّله، لا تُهوّن منه، ولا تُبرره. -
اعرف أن مسامحتك لا تساوي موافقتك
يمكنك أن تُسامح شخصًا وتُقرّ أن ما فعله كان خاطئًا. -
ارسم حدودًا بعد المسامحة
سامحتك… لكنني لا أقبل أن يتكرر الأمر.
سامحتك… لكننا لسنا كما كنا، وهذا حقي.
❌ مسامحة ليست مفروضة
أحيانًا تُمارَس علينا ضغوط روحية أو اجتماعية بأن "المسامحة واجبة دائمًا".
لكن الحقيقة:
المسامحة توقيت داخلي، لا فرض خارجي.
لا تُسامح قبل أن تكون مستعدًا.
ولا تُجبر نفسك على التجاوز وأنت ما زلت تنزف.
💬 في الختام:
الاعتذار الحقيقي لا يُذلّ، والمسامحة الواعية لا تُضعف.
هما فعلان من أنقى ما يمكن أن تقدمه لنفسك أولًا، ثم للآخر.
اعتذر إن أخطأت، وافتح المجال ليُعتذَر لك.
سامح حين تنضج داخليًا، وحرر نفسك من عبء لا تستحق أن تحمله طيلة العمر.